diedman
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
شكرا
diedman
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
شكرا
diedman
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى للثقافة العامة لاجيال الشباب ونظرتهم للمستقبل
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تاريخ البيت الابيض على مر العصور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
diedman

المدير
diedman


عدد المساهمات : 160
تاريخ التسجيل : 03/01/2010
العمر : 36
الموقع : الملك

تاريخ البيت الابيض على مر العصور Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ البيت الابيض على مر العصور   تاريخ البيت الابيض على مر العصور Emptyالثلاثاء فبراير 09, 2010 2:14 pm

تاريخ البيت الابيض على مر العصور 241195955046

اولا: تأسيس النادي



ليست
الكرة وبطولاتها ولا الانتصارات أو الأهداف والنجوم أجمل ما في الزمالك
إنما الأجمل هو تاريخه حكايته ومشواره طوال تسعين سنة حروبه من أجل الكرة
المصرية ومن أجل حق المصريين في ممارستها دون خوف وحقهم في إدارتها
بأنفسهم بعيدا عن كل الغرباء والخواجات والأجانب وقد كان تمصير الكرة
المصرية هو أغلي وأجمل وأهم بطولة حققها الزمالك




لهذا ..
لا يزال هذا النادي الكبير يستحق منا ما هو أهم وأكثر من مجرد رصد لبطولات
أو اسماء وأهداف .. لا يزال الزمالك يستحق رد اعتباره بعد سنوات طويلة مضت
تخيل اثناءها الجميع جيلا وراء جيل أن الزمالك إن لم يكن في الأصل ناديا
للخواجات فهو علي الأقل لم يقم بأي دور وطني مثل النادي الأهلي كذبة تحولت
مع الوقت إلي واقع وبدت كأنها حقيقة ..




وإن كنا
علي استعداد أن نفهم أن تصحيح هذه الكذبة ورد الاعتبار التاريخي والوطني
لنادي الزمالك لم يشغل أيا من المهتمين بالتأريخ للكرة المصرية ومشوارها
وحكاياتها .. فإن ما يصعب فهمه أو قبوله هو هذا الصمت الغريب والطويل الذي
التزم به عشاق الزمالك وأنصاره وعشاقه من كتاب ومفكرين ومؤرخين .. كأنهم
جميعا خافوا أن يفتحوا هذا الموضوع فاكتفوا بالزمالك كفريق للكرة وبقية
اللعبات الأخري .. وقرروا تجاهل ناديهم كمؤسسة لها دورها وتاريخها
ومكانتها فوق أرض هذا الوطن .. أو كأن كثيرين منهم وجدوا أن تصحيح حقيقة
وتاريخ الزمالك أمر فوق طاقتهم وجهدهم واحتمالهم ..




وقد آن
أوان تصحيح ذلك كله آن أوان أن نرد للزمالك اعتباره وحقه الضائع .. آن
أوان أن نعرف وأن نثق بأن هناك ما ينبغي أن يقال عن الزمالك أهم من من
حكاية المدرسة واللعب والفن والهندسة .. ومن النادي قاهر الفرق الأجنبية
.. بل وأهم حتي من تاريخ التأسيس وحكاياته الأولي ..






فحتي الآن .. كثيرون لا يعرفون الدور التاريخي الذي لعبه الزمالك لتمصير الكرة والرياضة المصرية



فريق
نادي المختلط عام 1914 .. بدأ هذا الدور سنة 1914 كانت الحرب العالمية
الأولي لا تزال في بداياتها .. الكرة المصرية ـ والرياضة المصرية كلها ـ
كانت لا تزال في سنواتها الأولي .. يسيطر عليها ويديرها اتحاد مختلط يحكمه
خواجات وغرباء لا يسمحون بوجود أي مصري بينهم .. والزمالك في ذلك الوقت لم
يكن سوي ناد صغير تأسس منذ ثلاث سنوات فقط وليس فيه أو ينتمي اليه إلا عدد
قليل جدا من المصريين




في ذلك
الوقت كان هناك لاعب مصري عظيم اسمه حسين حجازي قد أسس فرقة كروية خاصة به
وبدأت هذه الفرقة تلاعب القوات البريطانية ولم يعد ممكنا أن يستمر لاعبو
فريق مصر ـ أو فريق حجازي ـ دون أن يكون لهم ناد خاص بهم يجمعهم ويمنحهم
كيانا وصفة رسمية .. فكان نادي الزمالك ـ أو المختلط وقتها ـ هو الذي فتح
أبوابه أمام هؤلاء المصريين المتحمسين ..




وبالفعل
انتقل هؤلاء الشباب للزمالك وكانت خطوة شجعت اقبال كثير من المصريين
للانضمام لهذا النادي الجديد والانتماء اليه وتشجيعه .. وكان التحاق هؤلاء
اللاعبين بالزمالك خطوة مهمة وضرورية جدا علي طريق تمصير الرياضة المصرية
.. وسرعان ما اكتسب الزمالك انصارا له ولتمصير الكرة المصرية قدموا من كل
مكان .. منهم الضابط حسن فهمي إسماعيل وموظف التلغرافات عبده الجبلاوي
والفلاح محمود محمد بسيوني وموظف التنظيم نيقولا عرقجي وموظف وزارة
الأشغال إبراهيم عثمان نجل المطرب الشهير وقتها محمد عثمان ومحمود مرعي
وأمين جبريل وعائلة سوكي وعائلة إسماعيل باشا حافظ وكثيرون غيرهم






هؤلاء
كانوا بداية الزمالك وفي سنة 1916 .. بدأت فكرة الكأس السلطانية كمسابقة
للأندية المصرية وأندية أسلحة قوات الحلفاء .. ورفض الأهلي الفكرة لأنه لا
يود اللعب مع أندية الحلفاء ليبقي الزمالك وحده .. وفي العام الثاني
للمسابقة كان الأهلي قد اقتنع بضرورة المشاركة كخطوة جديدة للمقاومة
والتحدي واثبات وجود للمصريين.. ثم بدأ الناديان ـ الأهلي والزمالك ـ لا
يتفقان فقط علي مقاومة الأجانب ..




وإنما
اتفقا علي التنافس بينهما أيضا .. فتم الاتفاق علي اقامة مباراتين ..
الأولي علي أرض الزمالك يوم 9 فبراير عام 1917 وفاز فيها الأهلي علي
الزمالك 1/صفر .. والثانية علي أرض الأهلي يوم 2 مارس 1917 وفاز فيها
الزمالك 1/صفر




في نفس
تلك السنة .. 1917 .. بدأ المصريون معركتهم الفاصلة لتحرير نادي الزمالك
من سيطرة الأجانب .. اجتمع المصريون وقرروا أن الزمالك أصبح في حاجة
لمراجعة أحواله وأوضاعه استنادا إلي اثنتي عشرة نقطة منها أن أرض النادي
ملك للحكومة المصرية وأن مدة الإيجار انتهت ولم يجددها أحد وأن مجلس إدارة
النادي لم يجتمع منذ مدة طويلة والجمعية العمومية للنادي أيضا لم تجتمع
منذ سنتين .. وأن أعضاء مجلس الإدارة كلهم من الأجانب .. ولا توجد سجلات
للنادي إلا في مكتب السكرتير العام البلجيكي مسيو شودواه مدير شركة بولاك
.. وأن النادي ليس له حسابات ولا أرصدة في البنوك .. وليس هناك أي سجل
للأعضاء .. والنادي ليس فيه إلا ملعب للكرة وملاعب للتنس وغرفة صغيرة
للملابس وعفشة مياه .. وأسوار النادي قديمة ومحاطة بلوحات اعلانية تملكها
شركة اعلانات .. وليس هناك قانون مطبوع للنادي بهذه النقاط ..




بدأت المعركة لم تكن معركة تمصير الزمالك ولكنها كانت الرهان علي تمصير الكرة في مصر كلها



وبدأت
المعركة بعقد جمعية عمومية للنادي بشارع الشواربي وصدر عن الجمعية قرار
بسحب الثقة من مجلس إدارة النادي المكون من الخواجات وانتخاب مجلس إدارة
جديد من المصريين .. الدكتور محمد بدر رئيسا ومصطفي حسن وكيلا وإبراهيم
علام أمينا للصندوق .. أما الأعضاء فكانوا نيقولا عرقجي ومحمود بسيوني
وحسين فوزي والكابتن حسن وعبده الجبلاوي




وعقد
مجلس الإدارة الجديد أول اجتماعاته وقرروا مواصلة المعركةجددوا عقد النادي
باسم الرئيس الجديد .. أبلغوا النيابة باختفاء سجلات النادي فاستعادت
النيابة هذه السجلات من مكتب مسيو شودواه وتم تحريزها .. وتم اعداد بطاقات
جديدة للعضوية








وأثناء
ذلك كله وكل هذه الاجراءات والخطوات تمت والنادي نفسه في حراسة عشرين رجلا
من أبناء بولاق الأشداء قرروا وتطوعوا لحماية ناد مصري والحفاظ عليه وعلي
مصريته




وتدخلت
وزارة الداخلية ومستشارها الإنجليزي .. تدخلت أكثر من سفارة أجنبية في
القاهرة .. ولكن لم يتراجع المصريون ولا استسلم أبناء الزمالك .. ونجحت
أولي معارك تمصير الكرة والرياضة المصرية وبفضل الزمالك .. لم يعد هناك
مكان للأجانب أو الخواجات




هذه
الحكاية .. وألف حكاية أخري .. لم يلتفت اليها أحد .. لم يهتم بها ولم
يتوقف عندها أحد .. ولو توقفوا واهتموا وعرفرا لأدركوا أن أي حديث عن
الزمالك وتاريخ الزمالك والتسعين سنة زمالك إنما هو في حقيقته جزء مهم من
تاريخ مصر .. وفصل ضروري من تاريخ الكرة والرياضة المصرية .. فتاريخ
الزمالك ليس إلا حدوتة مصرية .. فيها رائحة مصر .. تاريخها وتناقضاتها
ورائحتها وأحزانها ومعاناتها وأحلامها وأفراحها .. فالزمالك هو النادي
الذي امتزجت فيه كرة القدم بالسياسة والتجارة والجيش والحب والثورة
والزحام والفقراء والأغنياء




الزمالك
باختصار .. هو اختصار تسعين عاما من عمر مصر .. اختصار لمعاناة وأحزان
المصريين مع الاحتلال الإنجليزي والمحاكم المختلطة .. اختصار لحكاية مصر
مع الملك فاروق .. اختصار لثورة مصر وزمن المشير عبد الحكيم عامر ..
اختصار لحلم الشباب المصري بالسفر والهجرة والثروة .. اختصار للكرة
المصرية في زمن الانفتاح والاحتراف والتجارة .. اختصار لأحزان مصر الطويلة
والموجعة يجيء في نهايتها شرف الفوز وبهاء الانتصار




وإذا
كانت مصر قد غيرت اسمها ثلاث مرات .. وديانتها ثلاث مرات فإن الزمالك قد
غير اسمه أربع مرات .. وموقعه ثلاث مرات .. جري ذلك كله عبر تسعين عاما
فاضت بكل معاني الحب والانتماء .. وقد قررت واحترت وتعبت وأنا أسعي وراء
هذه الأعوام الكثيرة والطويلة لأعرف الحقائق أولا ثم لأستطيع بعد ذلك أن
أقولها للناس سواء كانوا أنصارا للزمالك أم لا .. وهكذا استطعت أن أعرف
لماذا اعتاد جمهور الزمالك أن يتغني بمدرسة اللعب والفن والهندسة ..






كيف بدأ
الصراع الساخن والمثير والدائم بين الزمالك والأهلي .. لماذا حمل الزمالك
يوما ما اسم الملك فاروق .. وكيف كان الزمالك إحدي أوراق الصراع والصدام
بين القصر والحكومة .. ولماذا ارتبط الزمالك بالخواجات .. ناديا لهم في
أول الأمر ثم قاهرا لهم في سنوات المجد والانتصار ..




وجاء
وقت أن أحكي حكاية الزمالك .. حكاية التاريخ والأجانب والسياسة والكرة
والملك والثورة والمشير والانفتاح والاحتراف .. حدوتة مصرية من تلك
الحواديت التي لا تزال تحتفظ ببقاياها شوارعنا وبيوتنا ..حدوتة مصرية لم
تحكها لي جدتي التي ماتت قبل أن أراها ولا شهرزاد التي كنت أحب أن أراها
حكاية أو حدوتة بدأت في أوائل القرن الماضي وقتها تحولت القاهرة إلي
المحطة الأخيرة يتوقف عندها سفر الاف الغرباء جاءوا من بلادهم البعيدة
يفتشون عن حياة جديدة يبحثون عن فرصة وثروة وحياة أسهل وأجمل من تلك التي
عاشوها في بلادهم قبل الرحيل واحد من هؤلاء الغرباء .. كان محاميا جاء من
بلجيكا .. وبسرعة .. وثقة .. استطاع هذا المحامي المجهول أن ينجح في تحقيق
ما كان يحلم به .. وما جاء من أجله إلي القاهرة .. أيضا استطاع هذا
المحامي الجلوس علي مقعد رئاسة إحدي المحاكم المختلطة في مصر .. هذه
المحاكم كانت أحد الوجوه القبيحة للاستعمار الإنجليزي لمصر .. فلم يكن
الإنجليز .. ولا الأجانب .. يقبلون المثول أمام القضاء المصري .. فتأسست
تلك المحاكم المختلطة التي كانت مهمتها الفصل في كل القضايا التي كان
طرفاها من الأجانب .. أو أحد طرفيها علي الأقل .. وغني عن الذكر أنه ما من
مرة أنصفت فيها تلك المحاكم رجلا مصريا أو إمرأة مصرية




وبالرغم
من نجاح المحامي البلجيكي مرزباخ في رئاسة إحدي تلك المحاكم .. فإنه في
النهاية لم ينس أنه قادم من بلجيكا وليس من إنجلترا .. وإذا كان الإنجليز
يطمعون في الكعكة المصرية كلها .. فإنه من الضروري ألا يستسلم الأوروبيون
في مصر لهذا الجشع الإنجليزي .. وعليهم اقتطاع نصيبهم من مصر قبل أن يلتهم
الإنجليز الكعكة كلها


وهكذا
.. بدأ مرزباخ يفكر في وسيلة تجمع أعضاء الجالية البلجيكية ليتعارفوا
ويتبادلوا الحوار والسند في وجه كل من المصريين .. والإنجليز أيضا .. ولم
تكن هناك وسيلة أفضل من ناد اجتماعي ورياضي يلتقي فيه الجميع .. البلجيك
.. وباقي الأوروبيين الذين اكتظت بهم القاهرة في ذلك الوقت .. ونحن لا
نعرف علي وجه الدقة .. هل كانت مجرد مصادفة أم قرار بتحدي الإنجليز
والمصريين .. أن يقوم مرزباخ بتأسيس ناديه الجديد علي ضفاف النيل في
مواجهة نادي الجزيرة الذي كان معقل الإنجليز .. وقريبا من النادي الأهلي
الذي كان معقل المصريين






كان
النادي الجديد أيضا .. قريبا من ثكنات قصر النيل .. وكانت تلك الثكنات
أكبر معسكر للجيش الإنجليزي ليس في القاهرة أو مصر .. وإنما في كل منطقة
الشرق الأوسط وأفريقيا .. وكانت تلك الثكنات تقع علي ضفة نيل القاهرة مكان
فندق هيلتون اليوم .. وأطلق مرزباخ علي النادي الجديد اسم قصر النيل




وبدأ
النادي يفتح أبوابه للأوروبيين .. وكان عبارة عن صالون اجتماعي تلتقي فيه
عائلات الأجانب تتبادل الحوار والثرثرة .. وبضعة ملاعب للتنس .. وكان من
الواضح أن النادي الجديد بمثل تلك الصورة المتواضعة لم يكن ليرضي كبرياء
البلجيكي مرزباخ .. ومن الواضح أيضا أنه كان علي درجة كبيرة من العناد ..
فلم ييأس ولم يستسلم .. وظل يفتش عن أرض جديدة يقيم فوقها ناديا أكبر من
نادي قصر النيل الحالي




واستطاع
مرزباخ أن يعثر علي تلك الأرض الجديدة بالفعل .. لم تكن الأرض الجديدة هذه
المرة علي شاطئ النيل .. لكن في قلب القاهرة .. بالتحديد في شارع فؤاد ..
أو شارع 26 يوليو كما نسميه الآن .. في المكان الذي تشغله حاليا دار
القضاء العالي




وانتقل
مرزباخ بناديه الصغير إلي الأرض الجديدة .. ولم يعد من المناسب الاحتفاظ
بالاسم القديم .. قصر النيل .. فلم يعد النادي يسكن ضفة النيل .. وهكذا
قرر مرزباخ تغيير الاسم ليصبح نادي المختلط .. وتختلف الروايات التاريخية
حول دوافع وأسباب اختيار هذا الاسم .. قال البعض أن الاسم الجديد كان يعني
أن أعضاء النادي خليط من جاليات أجنبية عديدة .. وقال آخرون أن مرزباخ
اقتبس الاسم الجديد للنادي من اسم المحاكم المختلطة التي كان مرزباخ يرأس
إحداها




وأيا
كان التفسير .. فقد تأسس في مصر ناد جديد لم ينضم رسميا بعد إلي حظيرة كرة
القدم .. ولم يكن البلجيكي مرزباخ غائبا عن كل مايحدث حوله من تغييرات
وتحولات كروية ورياضية .. وأدرك الرجل بسرعة أن كرة القدم ستصبح رياضة مصر
الأولي .. اللعبة الوحيدة التي ستشارك المصريين همومهم وحياتهم وأحلامهم
وبيوتهم وقلوبهم ..




لهذا ..
لم يكن مرزباخ يريد أن يبقي نادي المختلط بعيدا عن كرة القدم .. فقرر
إدخالها وضمها إلي قائمة الأنشطة الرياضية لنادي المختلط .. خاصة أن مساحة
أرض النادي الجديدة في شارع فؤاد كانت تسمح بإنشاء ملعب لكرة القدم .. وفي
عام 1913 .. تأسس أول فريق كروي بنادي المختلط .. أو نادي الزمالك






وبدأ
هذا الفريق الجديد يشارك في المسابقات التي كانت تقام في ذلك الوقت .. بدأ
أيضا يدخل حلبة المنافسة والسباق مع الأندية الأخري .. الأهلي والسكة
الحديد والفرق الإنجليزية وفرق المدارس - أي الكليات الجامعية - والمعاهد
العليا




لكن ..
كان فريق المختلط متواضع المستوي .. وكان مقدرا له أن يبقي طويلا من فرق
الدرجة الثانية أو الثالثة .. لولا قرار مرزباخ رئيس النادي بفتح الباب
أمام المواهب الكروية المصرية لتنضم لفريق الكرة بشرط ألا يكون للمصريين
الحق في الحصول علي عضوية النادي العاملة التي كانت لا تزال حتي ذلك الوقت
مقصورة علي الأجانب




واحد من
أصحاب تلك المواهب كان اسمه حسين حجازي .. سيصبح فيما بعد أول أستاذ في
مدرسة الزمالك الكروية وواحدا من أعظم لاعبي مصر في كل العصور .. وقد لا
يعلم الكثيرون .. أن قرار مرزباخ بفتح باب النادي أمام حسين حجازي
والآخرين من أصحاب المواهب الكروية .. كان أول فتيل يتم اشعاله في القنبلة
الرياضية المصرية .. أو الصراع الساخن العنيف المثير الدائم بين الأهلي
والزمالك !




ونحن
اليوم .. للأسف .. نتعامل مع قضية صراع الأهلي والزمالك .. وعلي أنها من
مسلمات حياتنا الكروية والرياضية .. لم نحاول يوما ادراك أو فهم مبررات
ودوافع مثل هذا الصراع .. رغم أنه ليس من الصعب .. أو من المستحيل .. أن
نعرف حكاية هذا الصراع قديمة جدا .. بدأت منذ تسعة وثمانين عاما ..
بالتحديد في عام 1914 أي بعد عام واحد من تأسيس فريق الكرة في نادي
المختلط .. أو نادي الزمالك .. ففي عام 1914 .. عاد حسين حجازي إلي مصر ..
وكان قد سافر إلي إنجلترا لاكمال دراسته في جامعة كامبريدج بإنجلترا ..
لكنه قبل أن يسافر .. كان قد تعلم كيف يحب الكرة وكيف يلعبها وكيف يتألق
معها ولها ليصبح أعظم لاعبي مدرسة السعيدية الثانوية وكل مدارس مصر




عاد
حسين حجازي إلي مصر ولم يقبل الإنضمام ـ كلاعب كرة ـ إلي أي ناد في مصر ..
وإنما أسس فريقا كرويا خاصا به .. وأطلق عليه فريق حجازي إليفين .. أي
حجازي 11 .. إشارة إلي أنه الفريق الكروي الذي يتكون من أحد عشر لاعبا
يقودهم اللاعب الموهوب حسين حجازي




في
المقابل .. كان هناك رجل إنجليزي يعيش في مصر مهووسا ومفتونا ومشغولا طول
الوقت بكرة القدم .. الرجل اسمه ستانلي .. ونجح ستانلي في أن يجمع كل
لاعبي الأندية الإنجليزية الذين يقضون فترة تجنيدهم في صفوف الجيش
الإنجليزي في مصر .. وأسس بهم فريقا كرويا أطلق عليه اسم .. ستانلي تيم ..
أو فريق ستانلي .. .. وكان لابد أن يلتقي الفريقان يوما ما .. والتقي
الفريقان بالفعل .. فريق حجازي إليفين .. وفريق ستانلي تيم .. وكان اللقاء
عبارة عن مباراة ساخنة لكرة القدم سينال الفريق الذي سيفوز بها عشرة
جنيهات كاملة




فاز
فريق حجازي إليفين بالمباراة .. وبالجنيهات العشرة .. ولكن الكبرياء
والصلف الإنجليزي لم يقبلا تلك الهزيمة الموجعة .. فعرض ستانلي علي حجازي
أن يلتقي الفريقان في مباراة أخري .. فرفض حجازي وبقي ستانلي يغري حجازي
بزيادة قيمة الرهان حتي بلغت مائة وثمانين جنيها .. حينئذ .. لم يعد بوسع
حجازي أن يرفض .. .. ولم يكن بوسعه أيضا أن يخسر ليفوز الإنجليز .. ومرة
أخري .. يفوز حجازي إليفين علي ستانلي تيم




ولم تكن
قيمة الرهان وحدها هي الفارق الوحيد بين مباراة الفريقين الأولي ..
ومباراتهما الثانية .. وإنما جرت المباراة الأولي في هدوء .. بينما كانت
المباراة الثانية صاخبة .. تابعها في شغف كل المسئولين عن أندية مصر
الكروية .. كانوا يريدون رؤية هؤلاء الشياطين المصريين الصغار الذين
استطاعوا أن يقهروا الإنجليز .. وكذلك الإنجليز .. كانوا .. أيضا ..
يريدون امتلاك هؤلاء الصغار وضمهم للأندية التي يمثلونها .. وكانت أول حرب
في تاريخ الكرة المصرية لضم لاعبين إلي صفوفها




لكن ..
أكبر لكن في تاريخ الكرة المصرية .. تقاعست الأندية ـ باستثناء الأهلي
والزمالك ـ عن الاستمرار في ميدان تلك الحرب .. ففاز الأهلي باللاعب
الأعظم حسين حجازي .. وفاز المختلط .. أو الزمالك .. بباقي فريق حجازي
إليفين




وكانت
أكبر غلطة في تاريخ الكرة المصرية .. فقد أدي اقتصار الحرب علي الأهلي
والزمالك إلي ولادة ألف غدة حساسية بين الفريقين .. لم يتفرق دم فريق
حجازي إليفين بين القبائل الكروية المصرية .. وإنما أصبح ثأرا من الأهلي
يطالب به الزمالك .. وصراعا مع الزمالك لن ينساه الأهلي




حدث ذلك
كله عام 1917 .. وبعد عامين .. أي في عام 1919.. انتقل حسين حجازي إلي
نادي المختلط .. وأصبح نادي المختلط بانتقال فريق حسين حجازي إليه هو أقوي
فريق كروي في مصر




وعبر
ثلاث سنوات .. من عام 1919 وحتي عام 1922 .. واصلت الكرة المصرية ازدهارها
وانتشارها ..وتوالت الأحداث والمباريات .. غضب المصريون لأن الإنجليز لم
يعطوهم الحق في اختيار المنتخب المصري الذي سيشارك في دورة أنفرس
الأوليمبية ببلجيكا عام 1920.. وبالرغم من الغضب سافر المصريون وهزمتهم
هناك إيطاليا 1/2 .. وعاد الغاضبون من بلجيكا يواصلون مسلسل الاجتماعات
العاصفة التي انتهت إلي تأسيس أول اتحاد في مصر لكرة القدم في اليوم
الثالث من شهر ديسمبر عام 1921




من أول
قرارات الاتحاد الجديد .. تنظيم العديد من المسابقات الكروية الرسمية لأول
مرة في مصر .. مسابقة للدوري في كل منطقة .. مسابقة تشارك فيها منتخبات
المناطق .. مسابقة للأندية علي كأس الأمير فاروق .. وفي موسم 12/22 يفوز
المختلط .. أو الزمالك .. بكأس الأمير فاروق .. لكنه لن يفوز به مرة أخري
قبل مضي عشر سنوات كاملة




في تلك
السنوات .. سيعاني مرزباخ آثار الزمن وإرهاق سنوات العمر فيتخلي عن رئاسة
نادي المختلط ويسلم ناديه ومقعده إلي بلجيكي آخر اسمه بيانكي




في تلك
السنوات أيضا .. ستزداد مدينة القاهرة ازدحاما وضجيجا .. فيضطر نادي
المختلط إلي الرحيل مرة ثانية إلي ضفاف النيل من جديد حيث المكان الذي
يشغله مسرح البالون الآن




وهناك
.. يكتشف حسين حجازي أن المقر الجديد للنادي عبارة عن أربع حجرات فقط ..
وملعب لكرة القدم به حجرتان لخلع الملابس .. ومدرجات لا تتسع لأكثر من ستة
الاف متفرج والأهم .. أن المقر الجديد بعيد عن نادي البلياردو .. اللعبة
الثانية في حياة حسين حجازي




لهذا .. يقرر حسين حجازي الانتقال إلي النادي الأهلي مرة أخري عام 1924



لا يفقد
نادي المختلط .. أو الزمالك .. لاعبه العظيم حسين حجازي فقط إنما يفقد
أيضا الانتصارات الكروية التي اعتاد عليها وتغنت بها جماهيره يفقد المختلط
.. أو الزمالك .. البريق الكروي الذي تميز به




وبدا
الأمر في النهاية .. كما لو كان نادي المختلط في الطريق ليفقد كل شيء ..
لكن لم يحدث ذلك لأسباب كثيرة فبقي الزمالك وبقيت انتصاراته حتي قامت ثورة
يوليو عام 1952 .. وحين قامت هذه الثورة .. لم تكن الثورة الأولي للمصريين
علي الإنجليز .. ولا كانت الثورة الثانية .. وإنما في واقع الأمر .. ثار
المصريون علي الإنجليز ثلاث مرات .. المرة الأولي بقيادة سعد زغلول عام
1919




المرة الثالثة بقيادة الضباط الأحرار عام 1952



بينما
كانت المرة الثانية .. بقيادة نادي الزمالك .. أو في نادي الزمالك .. عام
1929 .. حيث كانت كل الظروف مواتية وممهدة للقيام بالثورة .. عشر سنوات
مضت علي قيام ثورة سعد زغلول .. سبع سنوات مضت علي آخر بطولة كروية
للزمالك .. ست سنوات مضت علي إعلان الدستور في مصر وإلغاء الأحكام العرفية
.. خمس سنوات مضت علي تقاعد مرزباخ الرجل الذي أسس نادي الزمالك .. وكانت
صورة مصر في ذلك الوقت لمن يراها من بعيد تبدو هادئة وكأن الشوارع والبيوت
قد اعتادت أن تري وجوه الغرباء وأن تصغي لمفرداتهم الجديدة .. المصريون
البسطاء والفقراء شغلتهم أيامهم ومعاناتهم وأحلامهم .. ثورتهم الكبري
أصبحت مجرد حكايات قديمة ومجرد ذكري تزورهم كلما اشتاقوا للغضب أو فاجأتهم
رصاصة مصرية تقتل ضابطا أو عسكريا إنجليزيا




في تلك
الأيام .. كان علي مصر أن تمضغ أحزان ليلها الطويل وتصبر .. فاستعانت علي
الصبر بأغاني سيد درويش التي كسر الحزن قلبها .. وتغطت بعباءة تاريخها
الطويل لتحتمي به .. وعلي الرغم من ذلك .. بقيت تجربة مصر في مواجهة
احتلالها استثناء في كتاب الشعوب والغزاة والتاريخ .. فمصر اختارت
للمواجهة سلاح كرة القدم .. لم يملك المصريون سوي أن يضعوا الكرة مكان
القنبلة .. في الواقع أصبح لدي مصر وقتها في كل شارع وملعب ومدرسة .. ألف
كرة وألف قنبلة




باختصار
كل الظروف كانت مواتية وممهدة للقيام بالثورة وكان هناك رجل واحد اسمه
حسين حجازي .. علي استعداد لأن يقود تلك الثورة .. ثورة بدأت بتمرد قاده
حجازي وشاركه فيه يوسف محمد والقائمقام محمد حيدر بك قومندان السواحل ..
ونجح التمرد وأصبح يوسف محمد سكرتيرا للنادي بدلا من نيقولا عرقجي ..
والقائمقام .. أو العقيد .. محمد حيدر بك أصبح رئيسا للنادي ليصبح ثاني
رئيس مصري للزمالك خلفا للدكتور محمد بدر والذي لم يبق رئيسا إلا لمدة
سنتين فقط


لم يقنع حسين حجازي .. ولم يكتف بذلك .. فكانت الثورة





وبعد
عام واحد .. أي في عام 1930.. تلقي ستون رجلا .. هم كل أعضاء الجمعية
العمومية لنادي الزمالك .. دعوة لاجتماع هام وعاجل .. كأن الرجال كانوا
ينتظرون تلك الدعوة منذ وقت طويل .. جاءوا جميعا إلي النادي ليلتقوا بحسين
حجازي لتنعقد أول جمعية عمومية حقيقية في تاريخ النادي .. وهنا لابد من
التوقف أمام ما قد يبدو متناقضا بين الحديث عن ثورة الزمالك لتمصير
الرياضة والكرة المصرية عام 1917 وبين ما قام به حسين حجازي عام 1930 ..
والحقيقة أنه ليس هناك أي تناقض .. فما جري عام 1917 كان أول طلقة رصاص
رياضية في وجه الأجانب والغرباء .. طلقة لم تطش ولم تنته إلي الفراغ أو
الخواء .. ولكنها أصابت وحققت هدفها وغايتها .. فكان الانتصار الحقيقي
يحققه ناد لم يتأسس إلا عام 1911 .. ولم يلعب الكرة أصلا إلا عام 1916 أي
قبل هذه الرصاصة والثورة بسنة واحدة فقط




وإذا
كان كثيرون منا لا يعرفون ذلك حتي الآن .. فإنهم كثيرون أيضا الذين لا
يعرفون حتي الآن أن الزمالك بعد أن استرد روحه ومصريته عام 1917 لم يكتف
بذلك .. وإنما بقي يحارب مع الأهلي لتأسيس أول اتحاد مصري لكرة القدم في
مصر .. وسوف يبقي التاريخ شاهدا علي أن الأندية التي خاضت حرب التمصير
كانت هي الزمالك .. ومن بعده الأهلي والاتحاد السكندري والمصري في بورسعيد




وإذا
كان الزمالك قد نجح في ثورته عام 1917 .. فإنه رغم نجاحه هذا بقي يحاول
استكمال طرد الغرباء والأجانب خارج أسواره وأبوابه .. بقي يحاول ذلك حتي
نجح انقلاب حسين حجازي عام 1930 .. فانعقدت تلك الجمعية العمومية التي سبق
وأشرت إليها وحضرها ستون عضوا مرة واحدة قرروا طرد الأجانب والخواجات
نهائيا من النادي وأن يبقي الزمالك ملكا للمصريين وحدهم






وإذا
كنا قد نسينا حسين حجازي بعد ذلك .. فلم يحفظ اسمه الصغار .. ولم نضعه في
قائمة نجومنا .. فمن المؤكد أن مصر لم تنسه .. ولا كتاب التاريخ أيضا ..
فإذا كان التاريخ سيبقي دائما شاهدا علي أن محمد أفندي ناشد هو أول من علم
المصريين حب وعشق لعبة اسمها كرة القدم .. فإن نفس هذا التاريخ سيبقي
شاهدا أيضا علي أن حسين حجازي هو الرجل الذي قام بثورتين




الثورة
الأولي أعادت نادي الزمالك للمصريين والثورة الثانية خلقت من نادي الزمالك
مدرسة للفن واللعب وكرة القدم ومثلما لا يعرف كثيرون منا أي شيء عن تاريخ
الزمالك الحقيقي .. فهم لا يعرفون أيضا قصة وأصل هذا الهتاف الزملكاوي
التقليدي الشهير والجميل أيضا




وترجع
الحكاية إلي عام 1928 .. وقتها رفض لاعبو الأهلي الصعود إلي المنصة لتسلم
ميداليات المركز الثاني في نهائي كأس السلطان فؤاد التي فازت بها الترسانة
.. ولأن الأهلي في ذلك الوقت كان النادي المدلل للسلطان فؤاد .. فقد عجز
اتحاد الكرة عن عقاب لاعبي الأهلي .. ورد الأهلي الجميل بأن قدم كبش فداء
يتم عقابه وحده وكان هو اللاعب العظيم حسين حجازي الذي انتقل للأهلي من
الزمالك .. ورفض حسين حجازي أن يكون هو ضحية الغرام المتبادل بين الأهلي
والملك .. فقرر حجازي العودة مرة أخري لصفوف الزمالك .. وقرر أن ينتقم
أيضا .. وكان أجمل وأغرب انتقام في تاريخ الكرة المصرية .. فقد طاف حسين
حجازي بمدارس القاهرة لاختيار تلاميذ أصحاب مواهب كروية يتحدي بهم نجوم
الأهلي ولاعبيه الكبار .. وبهؤلاء التلاميذ لعب حسين حجازي باسم الزمالك
أمام الأهلي .. وفاز التلاميذ علي الأهلي بهدف جميل أحرزه تلميذ جديد اسمه
محمد لطيف .. وخرج الجمهور من الملعب يردد ويتحاكي كيف فاز فريق المدرسة
علي فريق الأهلي بنجومه الكبار








وكانت
أول مرة يرتبط فيها اسم الزمالك بلقب المدرسة .. ولكن لم يولد الهتاف
التقليدي رغم ذلك .. نصفه فقط أي الزمالك فريق مدرسة .. ثم كان لابد من
الانتظار طويلا حتي يكتمل النصف الثاني من الهتاف الزملكاوي التقليدي ..
ففي يونيو عام 1952 .. باع الزمالك عشرين شجرة من حديقته بألف جنيه أعطاها
لأحد المقاولين من أنصاره ليبني مدرجات جديدة علي أن يدفع هذا المقاول
بقية التكاليف من جيبه الخاص .. وبالفعل أتم المقاول البناء في الوقت الذي
توالت فيه انتصارات الزمالك علي الفرق الأجنبية .. أوستريا ورد ستار
وهونفيد .. فكان لابد من تعبير جماهير الزمالك عن امتنانها للاعبين
وانتصاراتهم وللمقاول وتضحيته فاكتمل بذلك الهتاف التقليدي لأول مرة وأصبح
.. يا زمالك يا مدرسة لعب وفن وهندسة




وهكذا
.. سيبقي تاريخنا الكروي أيضا شاهدا علي أن حسين حجازي كان ـ وسيبقي ـ
واحدا من أعظم لاعبي كرة القدم في كل تاريخ مصر .. بل إنه اللاعب المصري
الوحيد الذي أصر الإنجليز علي أن يلعب ضمن صفوف منتخب بلادهم حين قرر
القيام بجولة في دول أوروبا .. ولأن حسين حجازي لا يحمل الجنسية
الإنجليزية .. تخلي المنتخب الإنجليزي - للمرة الأولي والأخيرة - عن لقبه
الرسمي كمنتخب إنجلترا وسافر تحت اسم منتخب الجوالة الإنجليز .. وحين يلعب
ذلك المنتخب ضد إسبانيا .. يصر الملك الإسباني الفونسو الثالث عشر علي
لقاء اللاعب المصري الذي اعتبره الأعظم في العالم .. وقال الملك لو امتلكت
مصر ثلاثة لاعبين فقط مثل حسين حجازي لاستطاعت أن تقهر كل منتخبات أوروبا
.. أما لو امتلكت أحد عشر لاعبا مثل حسين حجازي لكان فريقها هو أعظم فريق
في العالم !!


وبالرغم من ذلك .. لم ينشغل حسين حجازي طويلا بحجز مقعد لنفسه في قطار النجوم



كان كل
مايشغله هو نادي الزمالك .. وفريق الكرة بنادي الزمالك .. وهذا هو مادفعه
ليطوف مدارس مصر الثانوية ليفتش عن لاعبين جدد يضمهم إلي نادي الزمالك ..
أو المختلط في ذلك الوقت من أجل أن يفتتح الزمالك سنوات الثلاثينات
باستعادة أمجاد قديمة وانتصارات غائبة .. وقد تولي تلك المهمة .. مجموعة
من اللاعبين ستبقي أسماؤهم في ذاكرتنا طويلا .. مختار فوزي .. محمد لطيف
.. مصطفي كامل طه .. محمد حسن حلمي .. يحيي إمام .. علي كاف .. علي شعير
.. حسين الفار .. خميس فرحات .. إسماعيل السمكري .. وانضم إليهم حسين لبيب
من النادي المصري .. ومن النادي المصري أيضا إنتقل عبد الرحمن فوزي ليلعب
مع نادي المختلط .. وهنا ينبغي التوقف قليلا عند قصة انتقال عبد الرحمن
فوزي إلي المختلط .. فقد كان لاعبا في المصري حين تم اختياره ضمن صفوف
المنتخب المصري الذي شارك في نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1934 حيث
لعب المنتخب المصري مع المجر وفازت المجر 2/4 .. وأحرز عبد الرحمن فوزي
هدفي مصر .. وعاد المنتخب لكن بعد اختيار عبد الرحمن كأحسن ساعد هجوم أيسر
في البطولة واختياره ضمن منتخب العالم .. بكل هذا التقدير العالمي ..




عاد عبد
الرحمن فوزي إلي بورسعيد .. وهناك فوجئ بانتقال رفعت باشا رئيس النادي
المصري للعمل بالقاهرة وكيلا لوزارة الداخلية .. ولما كان رفعت باشا صديقا
لمحمد حيدر باشا رئيس نادي المختلط .. فلم يكن بوسع رفعت باشا أن يرفض طلب
حيدر باشا بانتقال عبد الرحمن إلي المختلط .. وهو ما حدث بالفعل عام 1935


قصة
أخري مشابهة .. بطلها هذه المرة هو ساعد الدفاع الأيسر بنادي المختلط
ومنتخب مصر عبد السلام حمدي .. اللاعب الذي تغنت أوروبا باسمه طويلا عقب
دورة أنفرس الأوليمبية ببلجيكا عام 1920 .. وفي أحد الأيام التي أعقبت
قرار اتحاد الكرة المصري بالسماح للاعبين بالانتقال من ناد إلي آخر ..
فوجئ عبد السلام حمدي بحيدر باشا رئيس النادي يستدعيه .. وفوجئ اللاعب
النجم برئيس ناديه يأمره بالانتقال واللعب ضمن صفوف فريق السكة الحديد ..
يغضب اللاعب عاشق نادي المختلط لكن دون جدوي .. فيذهب بالفعل إلي نادي
السكة الحديد ليكتشف هناك ـ ونكتشف نحن فيما بعد ـ أن سبب انتقاله كان
وعدا أعطاه حيدر باشا للمسئولين في نادي السكة




إن تلك
القصة .. وحكاية عبد الرحمن فوزي .. وحكايات وقصص أخري مشابهة .. تمنحنا
القدرة علي أن نتخيل مفهوم إدارة الأندية الرياضية في تلك الأيام .. ليس
هذا فقط .. إنما تمنحنا تلك القصص والحكايات أيضا الرغبة في مزيد من
التقدير والاحترام لكل هؤلاء النجوم واللاعبين الكبار والقدامي الذين في
مثل هذا المناخ استطاعوا أن يلعبوا ويجيدوا اللعب بل وينالوا تصفيق
وإحترام العالم




وبهؤلاء
استطاع نادي الزمالك الفوز ببطولة دوري منطقة القاهرة في ثاني عام تقام
فيه سنة 1940.. كما فاز الزمالك .. أو المختلط .. بكأس الأمير فاروق ثلاث
مرات في الثلاثينات .. المرة الأولي عام 1932 .. ثم في عام 1935 .. ثم في
عام 1939 لكن بعد أن أصبح الأمير فاروق ملكا يجلس علي عرش مصر بعد أن مات
أبوه الملك فؤاد الأول في الثامن والعشرين من شهر أبريل عام 1936


منقووووووول


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://diedman.rigala.net
 
تاريخ البيت الابيض على مر العصور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ فلسطين علي مر العصور
» تاريخ الإسماعيلي
» تاريخ السيارات
» تاريخ القلعة الحمراء
» الحاقدين يحاولون زعزعة الفريق الابيض فلماذا؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
diedman :: ::::: القسم الرياضى ::::: :: ::: منتدى الرياضة المصرية ::: :: مدرسة الفن والهندسة-
انتقل الى: