diedman
المدير
عدد المساهمات : 160 تاريخ التسجيل : 03/01/2010 العمر : 36 الموقع : الملك
| موضوع: مـآا جـدوى الـشِّـ،،ـعْـ،،ـر ؟؟ الأربعاء فبراير 10, 2010 2:59 am | |
| عمـَّ نبـحثـ فـي شعـرنــآا العربـي، بـل عمـَّ نبـحثـ في كـل شعـر ؟؟ هـل نـبحثـ فيـهـ عـن المعـآارف العـآامــة ؟؟ إذن فـالعـلمـ أصدق مـنهـ و أغـنى مــوْرداً. هـل نبـحثـ فيــهـ عـن الحـكمـة ؟؟ فالفـلسفـة تـتقدمـهـ. و لـو بحـثنـآا عـن الإيقـآاع و النغـمـ لاسْتــغنيْـنــآا بالمـوسيقـى عنـهـ. و لـو بحـثنـآا فـيهـ عـن اللغـة لـكـآان المـعجــمُـ زآادَنـآا الشعــريّ، و لاكتـفَيْنـآا بِـمآا قـيل مـن شـعرٍ فـي أول الزمــآان، حصَـر شـوآارِدَ اللغــة و أوآابِدهـآا.
و السـؤآال عـن بُـغيتـنـآا فـي الشــعر العـربيّ يعـنـي أن نســأل: مـآا جـدوى الشـعر ؟؟ و ليـس هـذآا السـؤآال دليــلاً علـى السـذآاجـة، و إلاَّ لَـمَـآا أطلـقهـ كثـير* مـن النـآاس فـي شـتى العـصـور، منـهـمـ الفـلآاسفـة و المـفكــرون و القـآادة، بـل و منهــمـ الشـعــرآاء ... فـالشعــر، فـي رأي أفــلآاطـون، لآا جـدوى مـنهـ، اللهــمـ إلاَّ إذا كــآان أنـآاشيــد تـتقدمـ صفـوف المـحـآاربيــن ... و هـو عندئـذٍ أقــربـ إلـى المـوسيـقى. و الفيـلسـوف العـظيـمـ ليـس وحدهـ صــآاحبـ هـذا الرأي. فـالرأي تـعرفـهـ الإنســآانية مـنذ وَعَـتْـ وجـودَهـآا، و ستــظلّ تعرفــهـ إلى أن يـقضــيَ الله أمــرهـ. و لـكــنَّ لـهـذا الرأي نـقيــضـَهـ الحـآادَّ الـذي يـزعـمـ أن الـحــيآاة بـلآ شعـرٍ لآا تصــبح حـيـآاة. بـل إن الشـعــر أعــظمـ و أصـدق مـن الحـيــآاة و أكــثـر منـهـآا حـيــآاة فـي بـعض الأحـيــآان.
و هـنـآاكـ مـن يـقول إنَّ الشــعـرَ سـرُّ الحـيــآاة و جـوْهـرُهـآا. فـهـو إذا شـهِد جـمــآالاً فـريداً فـي الحـيـآاة زعـمـ إنـهـ شـعــر* أو كـالشعــر. و إذا كـشفتـْ لـهـ البـدآاهـة حـقيقــةً نــآافـذةً قـآال إنـهـآا مـن شـعر الكـآائنـآاتـ ...
و لـنتـوسّطْ نـحن فـي القـول، فنـزعـمـْ أن الشــعرَ فـنُّ اكتـشآاف الجـآانبـ الجـمــآالي الوجدآانـي مـن الحـيــآاة، و التعــبـير عنـهـ بالكلـمــآاتـ المُـمَوْسـقة. فَبِـدون الشــعر ...، لـمـْ نـكُـنْ لِنـستــطيـعَ أنْ نـبـُثـَّ الحيــآاة فـي المــآادة الجــآامدة و فـي الألوآان البكْـمـآاء و فـي الكُتـَل المتـرآاكـمة. مــآا حُـمْرة الـورد لـوْلآا عـيـونُ الشـُّعـرآاء ؟؟ و مـآا صـفآاءُ النـسيمـ و رِقـَّتـُهـ و غليــآان البـحــر و هـديــر مـوْجـهـ ؟؟...
هـَبـْ أنـنـآا لـمـْ نستــطعْ أن نكـتشــف الجــآانـبـ الجمــآالـي و الوجدآانـي فـي الحـيــآاة ... أكـآانـتـ حيــآاتـُنـآا تنـقص كثيــراً ؟؟ كـآانتـ حيـآاتنــآا جديـرةً بـأنْ تفتــقدَ الفضـيلــة لـو افتقــدتـ الشـعر. و لـسْتـُ أعـني بالفضــيلة هـُنـآا مفـردآاتـ الأخـلآاق التـقليــديـة، كـالكـرَمـ و العـفـَّة و الصـدق فـي القـول، و لـكن أعنـي الفضيــلة الأمـّ، و هـي فضيــلة تقديــر الحيــآاة و النـفس الإنـســآانيـة. لـقد كـآانتـ الحيـآاة جديــرة بـأنْ تصبــح ملـســآاء بــآاهتـة الملآامـح لـولآا الشــعر. و كـآانتـ النفـس الإنـسآانيـة جديــرة بـأن تصبـح عَـمـآاءً سـآاكنَ السطــح عديــمـ الإدرآاكـ لانفعـآالآاتهـ البـآاطنـة لـولآا الشعــر. فـالشعـر، إذن، يُـرِينـآا نُـفـوسَنــآا فـي انفعــآالهــآا و عـوآاطفهــآا بـمـآا يَجـْلـُوهـ مـن صـورٍ نفـسيـة، و يُعـينـنــآا على الاحتـفـآاظ لتلـكـ النفس بـأصـآالتهــآا و على تنـمية هـذهـ الأصـآالة. و هـو يُريـنــآا الجـمــآال فـي الحـيـآاة و يعلـِّمـنــآا تقديـرهـ بمــآا يبـعثـ فينــآا مـن الأُلـْفة لـكــآائنـآاتهـ.
و مـن هـنــآا، كـآان مـن الواجـبـ حيـن ندرس الشعــر أن نفتـش عـن تحقـيقــهـ لهـذهـ الفضيلـة العظـمــى: تقديــر النفـس و الحـيــآاة. فـالشــآاعر العظيـمـ مكتـشف عظيـمـ فـي عـآالمـ الجـمــآال و الوجــدآان، لأنــهـ يـرى الأشـيــآاء و الأحــآاسيـس رؤيــةً طــآازجـة. ليســتـْ نظرــتُهـ و ليـدةَ المنــطـق أو العـلـْمـ، و لـكــنهــآا وليـدة الحــدس. و ليســتـْ أدوآاتـهـ هـي التحــليـل و التـركيـبـ، بـل هـي الخـيآال المصــيبـ. | |
|